ليس معقداً فهم الفصل العنصري الممارس بحق الفلسطينيين

979

غالبًا ما يتم تصوير الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أنه معقد وأن الحل مستحيل، وهو اعتقاد خاطئ

الحقيقة التاريخية هي أن دولة إسرائيل هي مشروع استيطاني تطور في العقود الأخيرة إلى دولة فصل عنصري. الأمر يتعلق بشكل أساسي بحقوق الإنسان وبهذا الخصوص فإن دولة إسرائيل تحرم الشعب الفلسطيني من الحرية والكرامة. في الشهر الماضي، قتل أكثر من 250 فلسطينيا وجرح ما يقرب من 2000 في القصف الإسرائيلي. معظم الضحايا مدنيين، 70 منهم من الأطفال.

كتب النص باللغة النرويجية Linda Noor. ورد المقال الأصلي في Dagsavisen بعنوان Apartheid er ikke komplisert

خلال القصف المستمر، اختارت وزيرة الخارجية النرويجية  إين إريكسن سوريد Ine Eriksen Søreide، التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. إن قيام وزير خارجية نرويجي بالدفاع عن حق الدولة في قتل وإبادة العديد من العائلات الفلسطينية هو أمر متطرف. لم تقل الوزيرة أي شيء عن حق الفلسطينيين في مقاومة الاستعمار والتطهير العرقي والقمع الممنهج لأكثر من 70 عاما. ربما استمعت سوريد إلى زميلها في الحزب كورى ويلوش Kåre Willoch، الذي يدافع دائماً عن حق المرء في الدفاع عن النفس وينتقد في الوقت نفسه محاولات الفلسطينيين للانتفاض ضد الاحتلال والقمع.

إن قيام وزير خارجية نرويجي بالدفاع عن حق الدولة في قتل وإبادة العديد من العائلات الفلسطينية هو أمر متطرف. لم تقل الوزيرة أي شيء عن حق الفلسطينيين في مقاومة الاستعمار والتطهير العرقي والقمع الممنهج لأكثر من 70 عاما.

لكن شيئًا ما على وشك أن يتغير عالميًا، وعلى السياسيين النرويجيين أن ينتبهوا لذلك. في الولايات المتحدة، هناك دعم متزايد بين عامة السكان للولايات المتحدة لممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل، وفي الحزب الديمقراطي، فإن الأصوات القوية المؤيدة للفلسطينيين، ولأول مرة، تضع حقًا وبالفعل حقوق الإنسان الفلسطينية على عاتق جدول الأعمال في الكونجرس الأمريكي.

يقوم الباحث في العلوم السياسة شبلي تلحمي، بجامعة ماريلاند، بدراسة مواقف الشعب الأمريكي تجاه إسرائيل وفلسطين على مدار الثلاثين عامًا الماضية. وفقًا لبحث تلحمي، يعتقد غالبية الأمريكيين أن الحكومة أكثر دعمًا لإسرائيل من الشعب الأمريكي. غالبية الناخبين الديمقراطيين يؤيدون فرض عقوبات على إسرائيل بسبب المستوطنات على الأراضي المحتلة. إذا لم يعد حل الدولتين ممكناً، فإن أغلبية كبيرة من الأمريكيين، بما في ذلك غالبية الجمهوريين، سيختارون إسرائيل ديمقراطية بدلاً من أن تكون يهودية بدون مساواة كاملة لجميع المواطنين.

نرى نفس التطور في أوروبا. حيث تظهر الأرقام الجديدة من EuroTrack انخفاضًا حادًا في الدعم لإسرائيل في عدد من الدول الأوروبية في الأشهر الأخيرة. المزيد والمزيد من الناس يدركون أنه ليس من المناسب أن تكون من أنصار حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية، وفي نفس الوقت تدعم إسرائيل.

الحجة الشائعة لسبب وجوب دعم إسرائيل هي أن “إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”. كيف يمكن أن تكون ديمقراطية وهي تمارس الفصل العنصري، وذلك كما أثبتت العديد من المنظمات الحقوقية في العام الماضي. من الصعب أيضًا الحديث عن إسرائيل / فلسطين على أنها صراع متكافئ. الحقيقة هي أن الفلسطينيين يُقتلون، ويُصابون بدرجة أكبر بكثير من الإسرائيليين. تمتلك إسرائيل أحد أكثر الأجهزة الأمنية تقدمًا في العالم وهي أيضًا قوة نووية. لا يمتلك الفلسطينيون دفاعًا جويًا ولا قوة بحرية، ويعيشون في عوز اقتصادي.

إسرائيل نفسها لم تحدد حدودها، وبالتالي لا يمكن معرفة ما يجب الاعتراف به.

غالبًا ما يُستشهد بالحاجة إلى محاربة حماس كحجة لدعم استخدام إسرائيل العدواني للقوة، وتحويراً لحقيقة أن المدنيين الفلسطينيين هم في الأساس من يُقتلون. انتقاد حماس ممكن، لكن حماس لا تشكل أي تهديد لإسرائيل. كثيراً ما تتهم حماس بعدم الاعتراف بدولة إسرائيل، وهذا يرجع إلى حقيقة أن إسرائيل نفسها لم تحدد حدودها، وبالتالي لا يمكن معرفة ما يجب الاعتراف به.

من غير المعروف أيضاً أن حماس حاولت مرارًا وتكرارًا التوصل إلى اتفاقات سلام مع إسرائيل، وقد رُفضت جميعها. أولاً في عام 1988، عبر محمود الزهار ثم عبر الشيخ أحمد ياسين، الزعيم السابق لحركة حماس والذي قدم مقترحات لاتفاقيات سلام طويلة الأمد في عامي 1994 و 1997.

تتمتع حماس بالدعم الأكبر في مخيمات اللاجئين الفقيرة في قطاع غزة. غزة هي جغرافيا حجم بلدية أسكر Asker  النرويجية، مع أكثر من مليوني نسمة. وكنتيجة للحصار الإسرائيلي، فإن معاناة السكان هائلة. حسب الدراسات فإن أكثر من نصف الأطفال الذين نشؤوا في غزة يعانون من فقر الدم. 38٪ من الشباب في غزة فكروا الانتحار. معدل البطالة مرتفع للغاية، خاصة بين الشباب. الكهرباء غير متوفرة معظم اليوم والماء غير صالح للشرب. المليوني شخص الذين يعيشون هنا محبوسون حرفيًا. فقط تخيل كيف كان الحال مع جائحة كورونا أيضًا.


غزة هي جغرافيا حجم بلدية أسكر Asker  النرويجية، مع أكثر من مليوني نسمة. وكنتيجة للحصار الإسرائيلي، فإن معاناة السكان هائلة



يجب على النرويج أن تتبنى نهجًا قائمًا على مبادئ حقوق الإنسان، حيث يتم الاعتراف بالظلم المرتكب ضد الفلسطينيين لأكثر من 70 عامًا وتحميل إسرائيل مسؤولية التخريب المستمر لإمكانيات حل الدولتين. إن دعم أو عدم دعم نظام الفصل العنصري هو ليس بالأمر المعقد.

كتب المقال: ليندا نور
المدير التنفيذي في منظمة Minotenk

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *