بعيدًا عن جدوى النقاشات حول ملاءمة مفاهيم مثل “أپارتهايد” و”استعمار استيطاني” و”سكان أصليين” للنضال الفلسطيني، هناك مصطلحات النكبة والصمود والانتفاضة المستعصية على الترجمة والتي تسمح للفلسطينيين أن يعربوا عن أنفسهم بشروطهم الخاصّة. إلا أنّ إضفاء صفة القدسية على المفاهيم السياسية، كما تذكّرنا رنا عيسى في هذا النصّ المؤثر، محفوف بالمخاطر، فعلى هذه المفاهيم أن تتطوّر من خلال ممارساتها الخاصّة بها لتبقى فعّالة.
نتواجد نحن الفلسطينيون على حال من الثورية منذ الأيام الأولى لاستباحتنا، بدءًا من وعد بلفور عام ١٩١٧، وتاريخ نضالنا الطويل بمثابة فهرس مطوّل للهزائم، لكنه كذلك يفهرس تاريخ رفضنا تقبل الهزيمة كقدرنا المحتوم. وإذا أصبحت بعض العبارات أساسية في روايتنا التحررية، فهي تبدو في بعض الأحيان مكرَّرة لدرجة التآكل، موشكة على الفولكلورية وطاقتها السياسية مريبة في تداعياتها. كانت كلمة فلسطين ذاتها إحدى تلك العبارات غير المؤتمَنة، إذ تعيد الأنظمة الاستبدادية في منطقتنا منذ زمن بعيد استعمالها إلى ما لا نهاية في سبيل قمع شعوبها أو حتى للتستّر على إبادة الفلسطينيين. أمّا النظام السوري فذهب به الأمر ليسمّي أحد فروعه الأمنية بفرع فلسطين، الفرع الذي اشتهر بتفنّنه المبهر في أساليب التعذيب أثناء التحقيق، محوِّلًا بذلك فلسطين إلى نوع من الكيتش السياسي. لذلك علينا أن نعيد نحْت عباراتنا من جديد ونعيد تعريف معانيها كي نتّقي استيلاء بعض الحكّام الانتهازيين عليها لخدمة مصالحهم، وأن نستجوبها باستمرار لأجل الخوض في مآل هذه الاستباحة، كونها من مقوّمات ممارساتنا النضالية المشتركة.
في هذا النصّ، أحوك رواية نضال شخصية تتمحور حول ثلاث عبارات بالغة المعنى عند الفلسطينيين: نكبة وصمود وانتفاضة. يشهد انتقال هذه العبارات إلى لغات أخرى على أهمّية المفردات الخاصّة بالنضال الفلسطيني ضمن إصرارنا على الكلام عنه، وذلك على الرغم من تزايد مخاطره وتشدّد الرقابة عليه في السنوات الأخيرة. لا أطرح هنا تعريفات شمولية، بل ولا يمكن لهكذا تعريفات أن تقبض على جمر التجربة الجماعية للنكبة، فلغتنا متشرذمة إلى درجة تفوق قدرة أي تعريف متّسق أن يستفرد بالشرعية. وُلدتُ في بيت ثوري لأب لبناني وأم فلسطينية. كان البيت يقع على أطراف مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين الذي يقع بدوره على أطراف مدينة بيروت. كانت فلسطين الصنعة التي يزاولها أهلي لكسب العيش. كانت السبعينيات عهد الثورة المجيد عندما كانت منظمة التحرير الفلسطينية تملك الموارد المالية والإمكانيات التنظيمية الكافية لاستقطاب فلسطينيي لبنان وغير لبنان وتوظيفهم في أشغال التحرير. كان أبي يقاتل على الجبهة وأمي تعمل في إذاعة صوت فلسطين وعلّمانا أن نراوغ عند السؤال على عملهما فنجيب كالتالي: “بابا مدير مستودع وماما ربّة منزل.”
ربّاني أهلي لأكون فلسطينية، أي كان متوقّعًا منا متابعة الأخبار والاطّلاع على المجازر التي تُرتكب بحقّ شعبنا. تثقّفنا في صغرنا على كتب القصص المصوّرة السياسية للأطفال والأغاني الثورية وكتب من دار الفتى العربي وبرامج مسرحية من إذاعة السنابل للأطفال. عندما كبرنا قليلا لُقّننا أشعار محمود درويش وسميح القاسم لنُلقيها عن ظهر قلب وأن نُدلي بتفسيراتنا للشعارات المبخوخة على جدران بيروت في نقاشات مطوّلة. قالا لنا لا تنسوا النكبة وعلمانا الحكاية الفلسطينية المتعارف عليها، التي يمكن لكلّ طفل فلسطيني أن يرويها عن ظهر قلب. ولكنّني لم أستوعب حجم الفقدان إلا عند زيارة ترشيحا، القرية التي تنحدر منها أمّي في شمال فلسطين، بعد أن حصلت على الجنسية النرويجية، فإذا بالنسيم الترشحاني العليل يغمر حواسّي بينما يكرّ شريط في مخيّلتي مستعرضًا مشاهد الفقر المدقع الذي عاشته عائلتي الفلسطينية في لبنان. فجأة تلاقى عندي ما شهدته عيناي من جمال أرضنا الأليم مع حكايات الطرد من الجنة المشبعة بالحنين. لم أقوَ على تحمّل المفارقة بين هذه البلدة التي هي موطني المفقود وبين نشأتي بجوار بؤس المخيّمات الفلسطينية في لبنان وانسداد الآفاق أمام سكانها.
إنّ النكبة لهي نموذج المعاناة الذي جعل من خالاتي وأولادهن في ترشيحا غرباء عني. ومع ذلك، وفي هذا اللقاء المختَلَس، لم يلبث أن ينبثق التآلف فيما بيننا. كان دخولي إلى فلسطين المحتلّة تغلبًا مؤقتًا على النكبة بصفتها تخريب نسيجنا الاجتماعي وطموحنا السياسي. فالنكبة، كما يقول إلياس خوري، ليست زمنًا مضى أو لحظة تاريخية بعينها بل هي بنية تتشكّل داخلها تجاربنا. فقط في ترشيحا داهمني الشعور بفقدان البيت والأسرة والأرض والذي لا تزال عائلتي الفلسطينية في لبنان تصطدم به. لقد علّمتني رحلتي الترشحانية أنّ النكبة ليست فقط سردية نموذجية مشتركة بل هي كذلك مفهوم محفوف بتجارب متفردة ومتشرذمة، تتمايز كل منها عن البقية بحيث تفرّق بين أفراد هذا الجمع، فالمخيّم الفلسطيني في لبنان يختلف اختلافًا صارخًا كبيئة سكنية عن هذه البلدة الجميلة والمحتلّة. ستمرّ عدّة سنوات قبل أن أعثر على الكلمات المناسبة لأصف لأعزّ بنت خالة لي في ترشيحا أحوال المخيّم.
توقّف تثقيفي الفلسطيني المسيّس عندما لم يعد أهلي قادرين على سلك المسار الذي اتخذته الحرب الأهلية في لبنان بعد أن أُخرجت الثورة الفلسطينية من الحيّز السياسي عقب مجزرة صبرا وشاتيلا، فتنحّيا عن فتح في عام ١٩٨٢. ثم اندلعت حرب المخيّمات التي شنّتها ميلشيات شيعية (لبنانية) بإيعاز من النظام السوري ودامت ثلاث سنوات كادت أمّي تُجن خلالها، بينما نما عند أبي طبعٌ عصبيّ حادّ. لقد أُرغم أهلي على إعادة النظر في قيمهما وخياراتهما. عجزت الكلمات عن إيجاد أيّ مغزى لمأزقنا آنذاك. وهذا ما ينطبق على الصمود وهي كلمة تدلّ على التجلّد الأبيّ إزاء النكبات. تُماثل في دلالاتها مفهوم survivance الآتي من القاموس المفاهيمي للسكّان الأصليين في أمريكا الشمالية الذي يدلّ بدوره على استبقاء الوجود لدى الأصليين من خلال الحفاظ الفعّال على ثقافتهم وتراثهم بشتى الطرق مقاومةً لمحاولات الإبادة الممارسة عليهم. كلما تفاقمت البلايا في حياة فلسطينيي لبنان، كلما اقترب وقْع كلمة صمود في أذني ضمن السياق السياسي المحلي في لبنان من الكيتش. أصبحت القيادات السياسية داخل المخيّمات، مع بعض الساسة اللبنانيين الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء على الفلسطينيين، يستخدمون هذه الكلمة للتمويه على إفقار الفلسطينيين، بالأخصّ قاطني تجمعات اللاجئين منهم، وتطبيع هذا الإفقار. وعليه، فالصمود كمفهوم، قام منذ الثمانينيات بطمس الظلم الواقع على الفلسطينيين عن أنظار الرأي العامّ في البلد. وبالفعل نسي اللبنانيون عامّةً المخيّمات منذ ذلك الحين.
ثم أنّ الحرب على المخيّمات لم تتوقّف. فاليوم يلوح دمار مخيّم عين الحلوة في جنوب لبنان في الأفق لنستذكر به الحرب على مخيّم نهر البارد في الشمال قبل ما يزيد عن عقد، والتي قد انتهت بدمار المخيّم. بعد أن قام الجيش اللبناني بتدميره بسنوات، قابلت أمي سامية وهي تعدّ تحقيقًا صحفيًا مطولًا حول المخيّمات الفلسطينية، سكّان نهر البارد الذين لا تزال تؤويهم منازل مؤقّتة عبارة عن كرڤانات حديدية متهالكة يكسو جدرانها صدأ برتقالي مقزّز، بينما يعانون هم من شتى الأمراض المزمِنة الخطيرة، فكما تكتب، هذه المنازل:
“تحوّلت ككل شيء في حياة الفلسطينيين من “المؤقّت” إلى “دائم” بحيث يصبح العيش في الانتظار“موت بطيء وحياة لا حياة فيها” لا يعرف متى ينتهي أو يبدأ انتظار آخر في نكبة طال أمدها وتبدو اليوم أشدّ قسوةً ومستقبل أكثر غموضًا، ينظر الفلسطينيون فيه إلى حالهم بعد 70 عامًا على بدء نكبة لم تنتهِ، بل تتعاقب عليهم نكبات في متوالية تسير نحو قاع الهاوية لا يعرف إنْ كان ثمة قاع آخر أو حضيض جديد.“
لذلك أرتاب، أنا كفلسطينية من لبنان، من مفهوم الصمود لأنّي أخشاه ضليعًا في التستّر على سياسة الدولة الهادفة إلى إبادة اللاجئين الفلسطينيين (ومؤخّرًا اللاجئين السوريين أيضًا) في لبنان. إلّا أنّ الصمود، كما تذكّرنا لينا ميعاري “لا يستمدّ قيمته من دقّته كمفهوم بل من عملية إعادة ترتيب متواصلة للذات الثورية التي سوف تتحقّق بالممارسة.” تُكمل ميعاري مجادلةً أنّ تحمّل التعذيب الإسرائيلي من دون الاعتراف إنما هي ممارسة للصمود تشكّل فعلًا من أفعال “الصيرورة الثورية.”
هكذا هي العبارات السياسية إذ تكتسب المعنى عبر الممارسة. أكتب هذا النصّ وأنا في أوسلو، حيث أعيش في مأمن من الخطر الوجودي المحدق بالأجسام الفلسطينية الناتج عن سيرورة محوهم الجارية على يد الاستعمار والاستبداد. أتأمّل في ممارستي للكتابة وهي تصطدم بغيابها عن الشارع الثائر.
أذكر والدي عندما جاء يزورني في أوسلو قبل بضعة أعوام. كنت أعمل آنذاك على مشروع حملني على البحث في أرشيف محطّة التلفزيون الوطنية النرويجية NRK عن لقطات مصوّرة لمراسيم الاتفاقية التي سُمّيت على اسم المدينة. عثرت خلال نبشي على تسجيل لياسر عرفات في البيت الأبيض يُلقي خطابًا ما، كان واضحًا أنّ طرفًا آخر أقوى نفوذًا أملاه عليه. كان يتعثّر في كلامه وكان صوته يتقطّع. هل كان يغصّ بدموعه؟ عرضتُ اللقطة على أبي وسألته بخصوص تقطيش عرفات أثناء الكلام. ظلّ أبي يشاهد عرفات إلى أن بدأ يتعثّر، فأخذ أبي يعضّ على براجم أصابعه لئلا يجهش بالبكاء. بقي قليل الكلام في ذلك اليوم، وتركني مع أسئلة لم أعثر لها على جواب.
اليوم، إذ يصوّت بعض الساسة النراوجة لصالح تشريعات عنصرية تستهدف المهاجرين من دول الجنوب غير الأوروبي، أقوّي عزيمتي بعض الشيء من إدراكي أنني أعيش هنا اليوم من جرّاء اضطلاع أوسلو الفعّال في هضم حقوق الفلسطينيين السياسية، ما كان من شأنه أن يحدّد مصيري (ومساري). بما أني أعيش هنا الآن، أصبح تاريخي الشخصي جزءًا من تاريخ النرويج. يملّكني هذا التاريخ استحقاق العيش هنا رغم أنف القوى التي تبذل جهودًا مضنية لأجل “تطهير” النرويج من الأجانب أمثالي. علاوة على ذلك، تتوجّب عليّ سرديتي التاريخية أن أتعمّق في قضية شعوب السامي (سكّان إسكندنافيا الأصليين) لأفهم بشكل أحسن كيف اضطلعت النرويج في اقتصاد سياسي أدّى إلى محو شعب آخر. سيعينني هذا التعمق في مقاربة مسألة الفلسطينيين، تحديدًا هل يجب اعتبارهم سكّان أصليين indigenous كما يصنّفهم أحيانًا من تكرّس فكرها لنضالهم.
صارت أوسلو نكبة من الطراز الغريب بالنسبة لنا، فقد مثّلت لحظةً أعلنت فيها قيادتنا الاستسلام ووافقت على سلخنا طوعاً – نحن فلسطينيّي الشتات وفلسطينيّي ال ٤٨ القابع تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر – عن فلسطين كجسم سياسي حيّ. كانت تلك اللحظة هي الأولى في تاريخنا حيث تمّ فرز شعبنا بين من سُمح لهم أن يسمّوا أنفسهم فلسطينيين ومن لم يسمح لهم، أي نحن البقية الذين قذفَنا استسلامُ قيادتنا خارجَ الكيان السياسي الفلسطيني، علمًا أنّ ذلك السماح لبعضنا أن يبقوا على فلسطينيتهم كان شرطه تخلّيهم عن كل رابط سياسي بينهم وبيننا البقيّة. وبذلك طبّعت أوسلو احتلال الجزء الأعظم من فلسطين وقلّصت سيادتنا إلى مناطق A وB وC بالإضافة إلى قطاع غزة. أستكمل هنا ما قاله إدوارد سعيد في القضايا الخاسرة: لقد حكمت أوسلو على فلسطين بالخسارة وعلى قضيّتها بالهزيمة.
أعقبت أوسلو الانتفاضة الأولى التي أعقبتها بدورها الانتفاضة الثانية. اندلعت الانتفاضة الأولى في قطاع غزّة والضفّة الغربية عام ١٩٨٧. جاءت الانتفاضة الأولى في أعقاب الحرب على اللاجئين الفلسطينيين في مخيّم برج البراجنة ببيروت، مجسّدة من أوجه عديدة، ردًا على حرب الإبادة السياسية والاجتماعية التي كان الفلسطينيون يواجهونها في لبنان، ومشكّلة زمنًا لم يعدْ فيه الفلسطينيون ينتظرون الأوامر من قيادة مركزية فأخذوا زمام المبادرة لينظّموا عمليات مقاومة ضدّ الإسرائيليين بأنفسهم.
ينتمي مفهوم الانتفاضة إلى كتلة مفاهيم تدلّ على الاحتجاج والتمرّد الجماعي. لقد سّموها انتفاضة لتمييزها عن الثورة، تلك التي انتهت بمغادرة القيادة الفلسطينية لبنان إذ لم تعد قادرةً على الدفاع عن الفلسطينيين أو حتى تمثيلهم جميعًا. لنذكر أنّ الثورة الفلسطينية كانت مشروعًا شموليًا. كانت قيادتها مركزية وتتمتع بصلاحيّات تمثيلية. وإذا كانت الثورة مؤسّسة تتمركز، كما لاحظ المنظّر الفرنسي جيل دولوز، حول “فخامة ياسر عرفات” (le grandeur de Yasser Arafat)، فالانتفاضة خلطت حابل تلك الثورة بنابلها كونَها حركة جماهيرية لامركزية كان مفهوم القيادة فيها ضئيلًا. وكانت حكومة الاستيطان الإسرائيلية تحذَر أيّ حركة لا توجّهها قيادةٌ معروفة يمكن استهدافها بالاغتيالات والاعتقالات. لذلك أصرّوا على إبرام صفقة أوسلو كي يضعوا حدًا للانتفاضة. كانت قوّة الانتفاضة تكمن في عاديّتها، فنحن كغيرنا من الشعوب، لا نملك الوسائل اللازمة لسحق أعدائنا بالقوّة العسكرية. لذلك يفسح يأس الخسارة المجال لنا لوعد مشروط بتجدّد الصيرورة الثورية مستقبلاً. يستمرّ الفلسطينيون في التجدّد الثوريّ فيما بعد الانتفاضة، مصرّين على النضال كالطريق الوحيدة نحو مستقبل أكثر أملًا. ففي عام ٢٠٢١، في خضمّ الاحتجاجات التي أعقبت قرار “تطهير” حيّ الشيخ جراح بالقدس من سكّانه (الأصليين)، ابتكر الفلسطينيون مصطلح الهبّة ليميّزوا الصيغة الجديدة لنضالهم عن سابقاتها. إنها أحدث عبارة تُضاف إلى تاريخ نضالنا. مثل هذه الابتكارات هامّة كونها تقوم بتحقيب المنعطفات في هذا النضال. فالعبارات الجديدة تثبّّت الممارسات الجديدة عند أجيال حركة المقاومة الجديدة وكذلك تؤكْد على قابلية هذه المقاومة للتجاوب مع أشكال اضطهادنا المتسارّعة والدينامية.
تُظهر المنشورات عن الهبّة على وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينيين وهم يبتسمون في وجه معتقِليهم، كاشفةً عن القوّة الخلّاقة لدى شعب يأبى تقبّل الهزيمة مصيرًا نهائيًا له. وإنْ كان الفلسطينيون قد فقدوا الكثير، فإنهم وبعبارة المفكّر الأفرو-أمريكي و.إ.ب. دوبويس، يقابلون يأسَهم مطمئنّين، راسخي الإيمان بتحقّق العدالة مستقبلًا. لقد هزم الفلسطينيون أوسلو لمّا أبوا أن يتقبّلوا حكمَه عليهم. ملعقة وهي تكشط الأرض طوال أشهر عدّة أتاحت لحفنة من المناضلين الأحرار الهروب من سجن إسرائيلي. صحيحٌ أنّ القبض ألقي عليهم وأعيدوا إلى السجن حيث تجدّد تعذيبهم.
إنّما تكمن العبرة في الملعقة.
(تعود جميع الصور إلى أرشيف الكاتبة الخاص)