أن تكون طفلاً في فلسطين

2526

“الله يسهل عليك يابا” هكذا صرخ طفل من غزة و هو يمشي خلف تابوت أبيه، الذي قضى في الأيام الأولى من العدوان الاسرائيلي الأخير على القطاع. عادت غزة و أهلها المحاصرون مجدداً لخوض معركة تنوب بها عن المنطقة بأكملها، و لتعيد روح القتال و المقاومة لشعوب كادت أن تفنى عزائمها مما عانت من حروب أهلية و ثورات، كثير من مآلاتها لم ترقى لما قُدِّم في سبيلها من تضحيات.

هذا العدوان هو الرابع للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في اثني عشر عاما. و كما جرت العادة، شكل أطفال غزة ونسائها النسبة الأكبر  من بنك الأهداف الذي تحدث عنه الاحتلال مراراً و تكراراً .

و بعد مشاهدة الدمار الهائل و قتل المدنيين الممنهج من قبل الإحتلال الإسرائيلي، و رغم إدانة العديد من  المنظمات الدولية لهذه الهجمات ,حيث دعت منظمة العفو الدولية المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في نمط الهجمات الإسرائيليّة على المنازل السكنيّة في غزة بوصفها جرائم حرب والتي  قُتل فيها ما لا يقل عن 243 فلسطينياً، من بينهم 65 طفلاً وأصيب أكثر من 1220 جريح.

كما عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن مدى معاناة أطفال القطاع, مصرحا:

“إذا كان هناك جحيم على الأرض، فهو حياة الأطفال في غز ة” و جاء ذلك في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، حول الوضع في الشرق الأوسط وفلسطين.

و من الجدير بالذكر هنا أيضاً، عمل منظمات المجتمع المدني في النرويج و منها منظمة “أنقذوا الأطفال” و شعار عمل هذه المنظمة هي “نحن ندافع عن حقوق الأطفال ، و نعمل على ضمان حماية الأطفال في جميع أنحاء العالم من العنف والاعتداءات في النزاعات.”

“إذا كان هناك جحيم على الأرض، فهو حياة الأطفال في غزة”

تُبدي منظمة أنقذوا الأطفال اهتماماً كبيراً بقضية أطفال فلسطين، حيث أظهر تقرير لها في شهر نوفمبر من العام الماضي ٢٠٢٠، أن الأطفال الفلسطينيين يتعرضون للعنف بالإضافة للانتهاكات الجسيمة لحقوقهم أثناء عمليات الاعتقال والاحتجاز في السجون الاسرائيلية، كما أظهر التقرير أنه في بعض الحالات قد تم إطلاق الكلاب على الأطفال، كما يقول الأمين العام لمنظمة أنقذوا الأطفال.

و بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة و بعد إعلان وقف إطلاق النار، أكد رئيس عمليات منظمة إنقاذ الطفولة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لموقع (Nettavisen Nyheter) النرويجي مصرحا: “أنه بالرغم من وقف إطلاق النار و انتهاء المعارك، فإن معاناة الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة لم تنته بعد“.  حيث أكد  على الثمن الذي  قد كان على العائلات  الفلسطينية والأطفال الضعفاء دفعه مقابل هذا الصراع الذي دام أحد عشر يومًا، مركزاً على الندوب النفسية و العاطفية و الجسدية التي سيضطر الكثيرون من الفلسطينيين في قطاع غزة إلى العيش معها لبقية حياتهم. حيث أن منازلهم قد دُمِرت ، ومدارسهم ومستشفياتهم قد تضررت ، وآلاف العائلات قد تم تشريدها.

حيث يؤكد رئيس عمليات منظمة  إنقاذ الطفولة جاسون لي في الأراضي الفلسطينية المحتلة  أنه: “يجب اتخاذ خطوات فورية لرفع الحصار الإسرائيلي، وهو السبب الكامن وراء حرمان أطفال غزة من حقوقهم”.

و رغم مواقف المنظمات الدولية و منظمات المجتمع المدني المُدينة لهذه الهجمات الاسرائيلية على المدنيين في غزة ،لم تخرج أياً من الدول الغربية أو بما يُسمى دول العالم الأول لتندد بأي من هذه الهجمات! و إذا ما ألقينا النظر على حقوق الطفل في هذه الدول، فهي تأتي بالمرتبة الأولى في المجتمع، لنجد أن ازدواجية المعايير لا تنفصل عن تصريحات تلك الدول، مؤكدين على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها رغم اعتداءاتها و ممارسات التطهير العرقي التي لا تتوقف ضد الفلسطينيين وغض الطرف عن حقيقة أنها دولة احتلال، و كأنما الفلسطينيون، خاصة الأطفال منهم لا حقوق لهم كغيرهم في العالم, متجاهلة هذه الدول الآثار النفسية و العاطفية نتيجة الخوف من العنف الذي عاشه الأطفال الفلسطينيين، فهم و إن استطاعوا النجاة، فإن التعافي من هذه الآثار النفسية قد يتطلب سنوات عدة.

كتب المقال: رنا زهران

صحافية تعيش في النرويج

اترك رداً على تيم حمادة إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 thoughts on “أن تكون طفلاً في فلسطين

  1. · 26. يونيو 2021 at 14:10

    احسنتي النشر اختي الفاضله استاذه رنا 💐

    عاشت فلسطين 🇵🇸 حره مستقله ✌🏻

  2. احسنتي النشر أستاذة. رنا. سلمت يداك ورفع بك وبامثالك الامه الاسلاميه. اللهم انصر إخوانا وأخواتنا المستضعفين في فلسطين. عاشت فلسطين حره مستقله

  3. · 26. يونيو 2021 at 20:49

    متألقة أستاذة رنا دائماً كما عهدتك
    سلمت يداك