لقاح كورونا: معلومات مفصلة

780
كتب المقال: كافح رشيدي Kaveh Rashidi ل Aftenposten
(طبيب وكاتب نرويجي)
الترجمة: مهند عبدالله (دار)
معلومات المقال



لقاحات شركتي فايزر Pfizer وموديرنا Moderna ضد كورونا، هي أول اللقاحات التي تصل إلى النرويج. كلاهما يُسمى بلقاحات mRNA، حيث أحدثت هذه التقنية الحديثة والإنتاج السريع للقاح بعض المخاوف لدى الناس.
سأقوم أولاً بتوضيح آلية عمل لقاح mRNA، بعد ذلك سأقوم بتناول عشرة من أكثر الادعاءات تداولاً عن لقاحات كورونا. فعندما تقوم بقراءة هذا سوف تشعر بأنك أكثر أماناً ومعرفة في النقاشات التي ستخوضها حول لقاحات كورونا في المستقبل.

كيف يعمل اللقاح؟

مبدأ للقاح هو نفسه لجميع اللقاحات: تهيئة وتقوية جهاز المناعة الذاتية للجسم لكي يصبح من الأسهل عليك مقاومة فيروس كورونا. يحتوي اللقاح عادةً على تشكيلة من الفيروسات الضعيفة أو الميتة هذا ما يُسمى بالمُستضد. يقاوم الجسم بسهولةٍ المُستضد الضعيف، بعد هذه المعركة التي يخوضها الجسم يتعلّم جهاز المناعة كيفية مقاومة الفيروس. فإذا واجه الشخص الفيروس مرةً أخرى سيكون لديه السبق والفوز في المعركة بشكل أسهل وفي كثيرٍ من الأحيان.

لا تعطيك لقاحات mRNA مٌستضداً ضعيفاً، بل تعطيك وصفة تصنيع هذا المٌستضد. حيث يقوم الجسم بتصنيع المُستضد بنفسه، لذا فإن mRNA هي الوصفة التي يمكن لخلايا الجسم استخدامها لتصنيع شيء ما. يعمل الجسم في كل لحظة وبشكلٍ مستمر وفقاً لوصفات mRNA هذه. يدخل mRNA الخلايا حيث نملك الريبوسومات، والتي تقوم بوظيفة بناء الأشياء وفقاً للوصفات المُعطاة. لبنات البناء الأساسية للريبوسومات هي الأحماض الأمينية (التي يمكن اعتبارها مكوّنات الوصفة).

يحتوي فيروس كورونا نفسه على mRNA، لكن ينقص الفيروس ريبوسومات وأحماض أمينية. فإذا أُصبنا بعدوى كورونا، يدخل mRNA الخاص بالفيروس إلى خلايانا ويسرق القوى العاملة ولبنات البناء في أجسامنا. أما الخلايا التي تم سرقتها تصبح مُجبًرة على اتباع وصفة mRNA الخاصة بالفيروس وتصنيع المزيد من فيروسات كورونا. في هذه الحالة يفهم الجسم بسرعة أن جسماً غريباً يتزايد بشكلٍ غير مُتَحكّم به مما يؤدي إلى استجابة مناعية كبيرة، هذه الاستجابة هي السبب الكبير وراء شعورنا بالمرض. أي شعورنا بالحمى والالتهاب وأعراض أخرى.

https://derjournal.no/2021/01/29/%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%aa%d9%85-%d8%aa%d8%ac%d9%87%d9%8a%d8%b2-%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%ad-%d9%81%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%b3-%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d8%a8%d8%b3%d8%b1%d8%b9%d8%a9%d8%9f/
المقال الأول من سلسلة حقائق حول اللقاح على مجلة دار

وصفة الطفرات الخاصة بالفيروس

وتأتي عبقرية العلماء، والشيء الذي يفعله العلماء لحمايتنا: ماذا لو حصلت على جرعةٍ صغيرةٍ من mRNA , فقط أجزاء صغيرة من الفيروس, النتوءات الخارجية؟ ماذا لو قمتَ بعد ذلك بإرسال mRNA إلى الخلايا وتم اختطاف الخلايا من أجل قيامها بعملية الإنتاج بطريقةٍ مُتَحكّمٍ بها؟ مُتَحكّمٍ بها، لدرجة أن الخلايا ما زالت قادرة على إنتاج ما يتوجّب عليها إنتاجه.

اللقاح يفعل تماماً ذلك الأمر، فهو يعطينا وصفة mRNA الخاصة بالنتوءات الخارجية للفيروس، فتقوم خلايا أجسامنا بامتصاص mRNA وإنتاج مثل هذه النتوءات. هنا تأتي استجابة الجهاز المناعي لهذه المُنتجات – الطفرات- المُفاجِئة، حيث تقوم ردة الفعل هذه والمُتَحكّم بها بتعليم جهازنا الجهاز المناعي على محاربة فيروس كورونا. ببطء ولكن بثبات، يصبح جهاز المناعة بعد ذلك مُتَخصصاً جداً في مكافحة هذه الطفرات، وتقريباً بدون وجود خطر لرد فعل مُبالغ فيه. لذلك، فإذا حاول فيروس كورونا بدخول الجسم لاحقاً، فسيتم قتله من قبل جهاز المناعة لدينا قبل أن يقوم باختطاف خلايانا واستخدامها لإعادة إنتاج نفسه.

يقوم mRNA بعمله خارج نواة الخلية لذلك لا يتداخل مع الحمض النووي الخاص بنا. وبما أن تصنيع mRNA في المصنع أنظف من تصنيع مستضد فيروسي، فإن الآثار الجانبية تكون أقل كما أن محتوى اللقاح يختفي دون ترك بقايا في الجسم عند استخدام mRNA.

ربما يكون أكبر العيوب في اللقاح هو أن mRNA غير مستقر خارج الجسم، لذلك يجب تخزين اللقاحات في درجة حرارة منخفضة للغاية ومعالجتها بعناية.

المغالطات والحقائق

الآن وبما أنك تعرف كيف أن اللقاح يقوم بحمايتك ضد المرض، دعنا نلقي نظرةً أكثر قرباً على عشرة ادعاءات خاطئة عن اللقاحات ونرى ما هو الصحيح. فلربما قد سمعت الكثير من هذه الادعاءات أو قرأتها على الانترنت.

المغالطة 1: اللقاح أكثر خطورة من المعتاد حيث إن تم تطويره بسرعة.

الحقيقة: فعالية وعدم خطورة اللقاح تم اختبارها بنفس الطريقة الصارمة التي يتم فيها اختبار باقي اللقاحات والأدوية. فالعمل عليه سار بشكلٍ أسرع وتم إعطاءه أولوية عُظمى، لأن المرض ممكن أن يسبب موتاً جماعياً في العالم. يتوجب علينا أن نشعر بخيبة الأمل لأن الأدوية تستغرق وقتاً طويلاً لإنتاجها، بدلاً من أن نخشى من الإنتاج السريع لها.

المغالطة 2: لا يستطيع اللقاح أن يمنع المزيد من العدوى.

الحقيقة: لا يوجد حالياً أي بحث عن طرق العدوى التي يمكن أن تحدث بعد التطعيم. لذلك، لا يمكننا التوقف عند ذلك. هذا هو الحال في العلم، حيث لا يمكننا استخلاص النتائج بدون بياناتٍ جيدة. ولكن وعلى أية حال فأن الفهم الطبي يفترض بأن تقليل عدد الأشخاص المُصابين يؤدي إلى تقليل العدوى وبالتالي الأعراض المُرافقة.

المغالطة 3: من غير الممكن التنبؤ بآثار اللقاح طويلة المدى.

الحقيقة: إن الآثار طويلة المدى لمرض كورونا لا يمكن أيضاً التنبؤ بها، لكن وربما هذه الآثار هي أكثر خطورة من الآثار المُتعلقة باللقاح والخاضعة للدراسة والرقابة. ولذا فإن اللقاح هو الخيار طويل الأمد والأكثر أماناً من الإصابة بالمرض.

المغالطة 4: اللقاح خطير للغاية على المرضى المعرضين للخطر، حيث لم يتم اختباره بشكل خاص على هؤلاء الأشخاص.

الحقيقة: يتمتع المرضى المعروضون للخطر على وجه الخصوص بأكبر فائدة ممكنة من اللقاح. حيث إن لقاح كورنا له أقوى تأثير عليهم، لذلك يجب إعطائهم الأولوية في أخذ اللقاح.

المغالطة5: يمكن أن يسبب لك اللقاح عدوى كورونا.

الحقيقة: هذا الأمر مستحيل تماماً، لأن اللقاح كما تم شرحه يقدم فقط الوصفة الخاصة بطفرات الفيروس.

المغالطة6: الفيروس يُخرّب حمضنا النووي الطبيعي DNA.

الحقيقة: الحمض النووي الخاص بك لا يتأثر أو يتغير بواسطة الفيروس بأي طريقةٍ من الطرق، فالأمر مستحيل. يمكن تشبيه الأمر كالخوف من تعرّض سيارتك للأعطال نتيجة شراء غسالة أطباق جديدة.

المغالطة7: إنك لا تحتاج إلى أخذ اللقاح إذا كنت قد تعرضت للإصابة بالفيروس من قبل.

الحقيقة: هذا الادعاء خاطئ، فاللقاح لايزال مهماً لأن المناعة التي يوفرها قد تكون أفضل وتستمر لفترةٍ أطول. كما أننا لا نعرف إذا كانت الإصابة توفر نفس الحماية فيما بعد.

المغالطة8: بمجرد أخذك للقاح، يمكنك مخالفة قواعد مكافحة العدوى.

الحقيقة: هذا ليس صحيح. فاللقاح ليس فعالاً بنسبة 100%, كما أن أسرع طريقة للانتهاء من هذا الوباء هي أن نواصل اتباع قواعد مكافحة العدوى حتى يتم تأكيد مناعة أكبر لدى السكان.

المغالطة9: لا تحتاج إلى أخذ اللقاح إذا لم تكن في خطر.

الحقيقة: أنت تقوم بأخذ اللقاح من أجل المجتمع، فالتطعيم لا يقتصر على نفسك فقط، بل يتعلق أيضاً بتقليل الوفيات في المجتمع وتجنب الوصول إلى حالةٍ يكون فيها النظام الصحي مُثقلاً بالأعباء.

المغالطة10: هناك الكثير من الآراء حول هذا الموضوع، يمكنني اختيار ما أريد من مصادر المعلومات لمتابعتها.

الحقيقة: بالطبع، يمكنك اختيار مصادر المعلومات الخاصة بك. ولكن إذا كنت تريد الحصول على المعرفة الجيدة بأقصى احتمالية، فيمكنك استخدام المعهد الوطني للصحة العامة أو مواقع HelseNorge الإلكتروني.

أختتم بإعطائك نصيحة بعدم الاستماع حقاً إلى نصيحتي. بدلاً من ذلك استمع إلى المعهد الوطني للصحة العامةFHI, وقم بقراءة المعلومات على www.helsenorge.no. فعندما أقدّم لك هذا النص كوني طبيباً، فهذا ليس أكثر من محاولةٍ لإرسال رسالة الجهات التي قمت بذكرها. لذلك آمل بأن أكون قد فعلت ذلك بأفضلِ طريقةٍ ممكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *