دراسة: أحداث واشنطن قد تلهم اليمينيين في النرويج

796

وفقاً للمركز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن اليمين المتطرف يشكل أكبر تهديد إرهابي في الولايات المتحدة اليوم.

تقول كاترينه تورليفسون Cathrine Thorleifsson، الباحثة في مركز أبحاث التطرف في جامعة أوسلو، إن أعمال الشغب التي حدثت في واشنطن كانت عبارة عن صراعٍ تم التحذير منه منذ زمن طويل، وتضيف:” لقد تم تحذيرهم من قبل كلٍ من وزارة الداخلية الأمريكية وترامب نفسه، ولم يكن الأمر بالمفاجأة الكبرى”.

تقوم تورليفسون بمتابعة تطور اليمين المتطرف في النرويج، كما ولديها من بين الأمور الأخرى نظرة عامة على المنتديات الرقمية وحقول التعليقات فيما يُسمى بالإعلام البديل. تقول تورليفسون “لقد قمت اليوم بزيارة العديد من هذه المنتديات الرقمية للنظر في ردود الأفعال بعد أعمال الشغب التي حصلت الليلة الماضية، يمكن القول أن هناك الكثير ممن الدعم لترامب”

كما رأت بأن هناك العديد ممن يؤمنون بالفعل في نظريات المؤامرة، مثل الزعم بأن أعمال الشغب كانت من تدبير الديمقراطيين. الأمر التي دفعها إلى القول بأن هذا الأمر قد يدفع إلى العنف حتى خارج الولايات المتحدة الأمريكية، حسب قولها فإن الدخول إلى مبنى حكومي مزوّد بحماية عالية كمبنى الكابيتول، له تأثير رمزي معين.

اقتحام مبنى الكابيتول من قبل مؤيدي ترامب

الانترنت ينشر الدعاية”البروباغندا” في الوقت الحقيقي للحدث

تقول تورليفسون “إن للدعاية على وسائل التواصل الاجتماعي تأثيرٌ كبير في هذا العصر الرقمي الذي نتواجد فيه “حيث تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي الصور ومقاطع الفيديو للمتطرفين وهم يدخلون الكونغرس في لحظة وقوع الحدث، هم يرتدون أزياء الفايكينغ والأعلام الأمريكية ليظهروا وكأنهم الغزاة المنتصرين. تضيف تورليفسون:” في الثقافات الرقمية الفرعية، يتم استغلال هذا الحدث على أنه انتصاراً بين ممن يسمون أنفسهم بالمدافعين، ليس فقط من قبل الرئيس ترامب، ولكن عن طريق استغلال القيم الأمريكية. إن هذا الشكل من أشكال الدعاية “البروباغندا”ينتشر بسرعة ليصل إلى الثقافات الفرعية في النرويج وباقي أوروبا”.

حيث تحاول بعض شركات التكنولوجية الآن القيام بتحمل مسؤولياتها في إيقاف انتشار البروباغندا، تقول تورليفسون” قام موقع تويتر على سبيل المثال بتعليق حساب الرئيس ترامب، كما وطرد فيسبوك Proud Boys منذ وقتٍ طويل”.

تحديد الذين يقفون وراء هذا الحدث

تورليفسون الخبيرة في التطرف والمتخصصة في اليمين المتطرف والقومية والعنصرية والانتماء، تعتقد بأن التقارير والصور التي تم التقاطها من واشنطن تظهر بأن الأشخاص الذين اقتحموا الكونغرس هم المشتبه بهم الاعتياديين، تقول تورليفسون ” البعض من هؤلاء ينتمي إلى جماعة Proud Boys اليمينية المتطرفة، لكن في نفس الوقت تواجد الجميع بدءً من المتطرفين اليمينين والنازيين الجدد انتهاءً بالناشطين من حركة الميليشيات ومنظري المؤامرة”.

العودة كلياً إلى تشارلوتسفيله Charlottesville

تعتقد الباحثة بأن هناك صلة بين أعمال الشغب ” توحيد اليمين” التي حدثت في تشارلوتسفيله في صيف 2017 وما حدث الآن في كابيتول هيل. حيث حاولت مجموعات مختلفة من اليمين المتطرف منع إزالة تمثال للجنرال Robert E. Lee من مركز المدينة، كما وتم قتل أحد الأشخاص الذين كانوا يحتجون ضد هذه المسيرة حيث قام عضو من أحد جماعات اليمين المتطرف بقيادة سيارته باتجاه حشد من الناس. تقول تورليفسون:” لقد رأينا في تشارلوتسفيله نفس الشيء الذي نراه يحدث الآن، وهو أن عدداً من الجهات اليمينية المتطرفة المختلفة والفاعلة، بما في ذلك ناكري الهولوكوست ومعادي السامية والنازيين الجدد، قد اجتمعوا معاً في انتفاضاتٍ عنيفة. ما صرخوا به في تشارلوتسفيله، اليهود لن يحلوا محلنا، الأمر الذي يعود إلى نظرية المؤامرة من أجل التغيير السكاني. كما وكانت ردة فعل ترامب في ذلك الوقت متأخرة جداً أيضاً الأمر الذي خلق مساواةً أخلاقية بين المتطرفين اليمينين من جهة ومناهضي الفاشية من جهة أخرى”

(Photo by Matthew Hatcher/SOPA Images/LightRocket via Getty
Images)
صور من عام 2017 تشارلوتسفيله Charlottesville

العديد من الأزمات المتزامنة

تعتقد تورليفسون أن الانتفاضة حدث نتيجة للعديد من الأزمات، فالولايات المتحدة أصبحت شديدة الاستقطاب، بالإضافة إلى الوباء الخارج عن السيطرة والاقتصاد السيء وحركة Black Lives Matter ضد عنف الشرطة. فالخطاب الذي تم استخدامه منذ تشارلوتسفيله، يضيف الشرعية على المزيد من العنف “إن ترامب رئيس متسلط حيث أظهر بمرور الوقت ازدراء سلطوي للعملية الديمقراطية، كما حذر في وقت مبكر بأن هذا الاستيلاء على السلطة لن يكون سلمياً. أما الآن فهناك مجموعات قامت بتفسير خطابه من خلال قيامها بهذه الأحداث المختلفة، والتي كان آخرها يوم الأربعاء، والذي يُعتبر بمثابة أمر مباشر لهم”.

مخاوف على الديمقراطية الأمريكية

لم تكن أعمال الشغب التي وقعت يوم الأربعاء 6 كانون الثاني / يناير بالنسبة ليوناس شتاين الباحث في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة UiT النرويجية، فهو يعتقد أن ترامب حذر من تصعيد الصراع. يقول شتاين “طوال فترة ترامب الرئاسية، وخاصة عندما خسر الانتخابات الرئاسية، قام متعمّداً بإضعاف الثقة في الديمقراطية الأمريكية ونشر الأكاذيب حول الانتخابات الرئاسية”.

المفاجأة الأكبر كانت بتمكنهم من الدخول

الشيء الذي فاجأ شتاين أكثر من أعمال الشغب نفسها، هو أن المتظاهرين تمكنوا بالفعل من دخول الكونغرس. كما يقوم شتاين بمقارنة ما حدث بمظاهرات Black Lives Matter في الصيف الماضي، يقول شتاين “لقد كان هناك المزيد من رجال الشرطة وقوات الأمن خارج المبنى، إضافة إلى ذلك، استغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن ينشروا القوات اللازمة، أي الحرس الوطني، كما استغرق الأمر عدة ساعات قبل أن تتواجد الشرطة بالفعل، ويبقى الأمر مجرد تكهنات”. يضيف شتاين”سنحصل على الأرجح على إجابة مناسبة في وقتٍ لاحق”.

Foto: Alex Edelman / AFP / NTB

اعتقد استمرار بقاء ترامب

لا تزال العواقب التي سيجنيها ترامب نتيجة ليلة محاولة الانقلاب، غير مؤكدة بعد. يقول شتاين “لا نعرف ماذا سيفعل الديمقراطيون أو الجمهوريون الموجودون في البيت الأبيض، لكنني أعتقد أن ترامب سيبقى هناك للأسابيع المقبلة حتى 20 كانون الثاني/ يناير، عندما يقوم جو بايدن بتولي منصب الرئيس. أما البديل فهو أن تتم محاكمة ترامب، ومحاولة عزله قبل 20 كانون الثاني/ يناير”.

يُضيف شتاين موضحاً ” إن عملية العزل تتطلب الكثير، إذ يجب الحصول على موافقة الثلثين في كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب، كما يمكن أن يقوم نائب الرئيس مايك بنس باستخدام التعديل الدستوري الخامس والعشرين، والذي يمكنه من وصف الرئيس بأنه غير مستقر عقلياً وليس له القدرة على القيام بعمله، لكن ذلك لن يحدث على الأغلب”.

يشعر شتاين بالحماس اتجاه ما سيحدث عندما ينتهي ترامب من ولايته كرئيس، يقول شتاين ” من المؤكد بأنه سيتم البدء بتحقيق في هذا الأمر ومن المحتمل أن يكون هناك العديد من الدعاوى القضائية، عندها سنرى إلى أي مدى يتوجب على ترامب التعامل مع النظام القانوني”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *